أخبار العالم

“تسقط الدكتاتورية”: التونسيون يتظاهرون ضد حملة القمع الحكومية على وسائل الإعلام | أخبار وسائل الإعلام


وتأتي المظاهرة بعد الحكم على اثنين من المعلقين التونسيين المنتقدين للرئيس سعيد بالسجن.

تظاهر عدة مئات من التونسيين في العاصمة تونس وهم يهتفون “تسقط الدكتاتورية” احتجاجا على موجة من الاعتقالات بموجب مرسوم رئاسي يقول منتقدوه إنه يستخدم لخنق المعارضة.

منذ ثورة تونس عام 2011، تم اعتبار البلاد من بين البيئات الإعلامية الأكثر انفتاحًا في العالم العربي. لكن السياسيين والصحفيين والنقابات يقولون إن حرية الصحافة واجهت تهديدا خطيرا في ظل حكم الرئيس قيس سعيد الذي وصل إلى السلطة بعد انتخابات حرة في عام 2019.

حُكم على إعلاميين تونسيين بالسجن لمدة عام في الأيام الأخيرة بعد الإدلاء بتعليقات اعتبرتها السلطات انتقادية، في أحدث الملاحقات القضائية بموجب المرسوم 54 الذي أصدره سعيد في عام 2022 والذي يحظر “نشر أخبار كاذبة”.

وهتف المتظاهرون أثناء سيرهم في تونس العاصمة يوم الجمعة “يسقط المرسوم”.

وأضافوا: “أيها الدكتاتور قيس، حان دورك الآن”، في إشارة إلى انتفاضة الربيع العربي التي أطاحت بالزعيم زين العابدين بن علي في عام 2011.

وبعد عامين من انتخابه، أغلق سعيد البرلمان المنتخب وانتقل إلى الحكم بمرسوم. كما تولى السلطة القضائية، وهي خطوة وصفتها المعارضة بالانقلاب.

ومنذ ذلك الحين، تمت محاكمة العديد من منتقديه أو إرسالهم إلى السجن.

يوم الأربعاء، حُكم على المذيع برهين بسيس والمعلق السياسي مراد الزغيدي بالسجن لمدة عام – ستة أشهر بتهمة نشر “أخبار كاذبة” وستة أشهر أخرى بتهمة “نشر أخبار تتضمن معلومات كاذبة بهدف التشهير بالآخرين”.

وخلال الجلسة، دافع كل من بسيس وزغيدي عن “عملهما الصحفي”.

وأدان محامي الزغيدي، كامل مسعود، المرسوم 54 ووصفه بأنه “غير دستوري”.

وأضاف: “عندما تدخل السياسة قاعة المحكمة، تغادر العدالة”.

وقد سجنت تونس حتى الآن ما مجموعه ستة صحفيين، بمن فيهم بسيس والزغيدي، منذ دخول مرسوم سعيد رقم 54 حيز التنفيذ.

وفي الوقت نفسه، تمت محاكمة أكثر من 60 صحفيا ومحاميا وشخصيات معارضة بموجب نفس المرسوم، وفقا للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين.

وفي مايو/أيار، ألقت الشرطة القبض على 10 أشخاص، بينهم صحفيون ومحامون ومسؤولون في منظمات المجتمع المدني، فيما وصفته منظمة العفو الدولية بـ “حملة القمع العميقة” التي تستهدف النشطاء والصحفيين. وقد دعت هيومن رايتس ووتش تونس إلى احترام حرية التعبير والحريات المدنية.

وفي يناير/كانون الثاني، اعتقلت السلطات التونسية أيضًا الصحفي سمير ساسي، بتهم “الإرهاب”.

وأثارت الاعتقالات انتقادات من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، فضلا عن فرنسا، الحاكم الاستعماري السابق لتونس.

ورفض سعيد الانتقادات ووصفها بأنها “تدخل أجنبي”.

كما رفض الاتهامات بالحكم الاستبدادي وقال إن خطواته تهدف إلى إنهاء سنوات من “الفوضى والفساد” في البلاد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى